أحمد صابر
"المقام”
تفتخر سفرخان بأن تقدم لمحبي الفن المعرض الثانى للفنان المبدع والموهوب أحمد صابر في الفترة من 10 نوفمبرإلى 8 ديسمبر. هذه المجموعة الجديدة لصابر المقيم فى الأقصر هي نتاج أكثر من عامين من الالتزام الشديد بمهنته ومعتقداته الشخصية. ملخص مفهوم "المقام"، هو الصعود والارتقاء إلى التنوير والتي يجسدها بقوة هذه الموهبة المشرفة في اعماله. يتعمق صابر في الطقوس الروحانية لتراث فكرة المولد في مصر، ويستكشف ويفسر العالم الروحي وحالة الوجود لهذه التقاليد العريقة. إنه يؤكد أننا يجب أن نسعى جاهدين من أجل الحفاظ على عاداتنا ومعتقداتنا المتدهورة منذ فترة طويلة. لقد كان لهذه الحالة الروحية المنع من آثار الوباء، وتقييد العبادة، وترك بيوت الله في جميع أنحاء العالم فارغة. "المقام" هو احتفال فني بطقوس المولد، الذى يبدأ بالرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) على رأسهم، ويتضمن هؤلاء الأولياء الذين اقتصروا على العزلة ليصبحوا أقرب إلى الله، ليكتشفوا الطهارة الكاملة، والحب، والسلام، ولتقوية ارتباطهم بالإله.
استوحى صابر من مسارات ثلاثة موالد، لأولياء الله في صعيد مصر. انغمس سيدي أبو الحجاج المولود في القاهرة في القرن السادس في دراسة الصوفية بعد ذهابه جنوبًا إلى الأقصر. قام ببناء مسجده وسط أعمدة أحد معابد الأقصر، وهو الآن المسجد الوحيد في العالم بهذه الجودة الغير العادية، وهو مزيج جميل ومبتكر يجمع بين ديانات العالم القديم والجديد. يكمل حياة سيدي العارف بالله وسيدي أبي حسن الشاذولي هذا الثلاثي. ولد الأول في قرية جرجا في صعيد مصر، وأصبح رجل دين مرموقاً في تلك الأجزاء. يقع ضريح الأخير في أعماق أقصى الصحراء الشرقية ، حيث يقوم الصوفيون بالحج سنويًا. وهو من بين التلاميذ الرئيسيين في الصوفية، والمعروف بانعزاله. يكرم صابر هذه الموالد، ليس فقط من حيث الاحتفالات المبهجة، ولكن الأهم من ذلك من خلال الطاقة الروحانية الخفية المنبثقة من تعاليمهم وإرثهم. التي يحتفل بهم المؤمنين في التفانى الشديد، ومن خلالهم نرى التقوى الجامحة لله والتي تتخللهم في نقاء مطلق من الحب والشكر والتعبير القوى لهم.
يقدم صابر صورًا سريالية لرموز مليئة بالمعاني مثل السفن الفرعونية، التي يعتقد أنها نقلت
الأرواح من العالم الزمني إلى أرض النور. كما يبرز المنقوشات الإسلامية على المحمل والهودا والكسوة (الأضرحة المزخرفة للشيوخ وأيضاً غطاء الكعبة من القماش) لإحياء ذكرى هؤلاء المشايخ في مواكب على ظهر البعير، والمعروف بسفن البحار الرملية. كانت هذه المواكب في أعياد ميلاد هؤلاء المشايخ الصوفيين أحداثًا مجتمعياً مهماً يجدد خلالها الجمهور المشارك نذوره في الإيمان والانتماء إلى ثقافة مصر المتعددة المتأصلة، والتي يسميها الفنان "الفسيفساء البشرية" المتأصلة في الضمير الجماعي لسكان الأقصر. كما تدل الأسماك، وهي أحد الأشكال الأكثر استخدامًا في فن صابر، على الوفرة والثروة، بينما يمثل تمساح النيل ازدواجية الخير والشر، ويكون الطاووس رمزًا عالميًا للولادة الجديدة والملكية والفردوس. من خلال سعيه الروحي الخاص، تفوق صابر ونجح في التقاط ونقل الأهمية العميقة لحراس الإيمان هؤلاء، وفي تكريمهم، قدم عرضًا ملهمًا ورحيمًا حقًا للإبداع والتنوير وقبل كل شيء قدم لنا الإيمان من خلال الفن.