عمر عبد الظاهر
"كان ياما كان"
يسر سفرخان أن تقدم للجمهور مواهب المواطن الأسواني عمر عبد الظاهر في أول معرض منفرد له في الفترة من 20 أكتوبر إلى 7 نوفمبر. عبد الظاهر خريج أكاديمية الفنون الجميلة في حلوان، وقد ظل يرسم لمدة ثلاثة عقود، وظهر بشكل خاص في مجموعة متنوعة من المعارض الجماعية بما في ذلك صالون الشباب لمدة تسع سنوات متتالية. نحن الآن نطلق بفخر مسيرته كفنان منفرد في ما يعد بأن يكون معرضا مثيرا ومبهجا للوحات عبد الظاهر التعبيرية شبه الساذجة والأصيلة تماما، والتي تستكشف وترسخ العلامات والتقاليد الثقافية في كل مكان في مصر، خاصة حيث توجد في أكثر أشكالها الأهلية والمثالية، وهي المجتمعات الريفية الوفيرة في بلادنا.
يلتقط عبد الظاهر حب الحياة لقوم الريف المصري، ويصور بحماس أكثر تعبيرا وأصالة حياتهم اليومية وروتينهم، يظهر لنا طبيعتهم الهمة والمبتهجة في أسلوب الفنان التركيبي الذي يمكن وصفه بنفس الطريقة بالضبط. وقبل كل شيء، فإن عبد الظاهر صادق بشكل مكثف في تصويره لهذه المشاهد الريفية، التي تتراوح بين تجار الفاكهة وحاملي المياه والعربات التي تجرها الحمير والمهرجانات القروية والمناسبات الاحتفالية وأكثر من ذلك. نحن نستمد شعورا بالمودة الطفولية للشخصيات في أعماله، التي تنبع في خياله. ومع ذلك، فإن
أعماله ليست مفرطة في الواقع بالمعنى.
التقليدي، بل تجمع بين بعض التعبيرية الساذجة جنبا إلى جنب مع جهد واضح للاحتفاظ بروح حقيقية من المشاهد النموذجية المربوطة بهويتنا وهذه الأرض المباركة.
لوح عبد الظاهر طبيعية بلا خجل في نغمات ترابية هادئة بشكل عام يتوقع المرء أن يراها في مثل هذه البيئات، ومع ذلك فهو يتخللها بهذه الأشكال العضوية بألوان جريئة وقوية مثل القرمزي والزبرجد والذهب الأصفر المشع ، على الرغم من أنه يبدو عفويا متناسقاً مع الموضوعات. إنه يستخدم نوعا من تجزئة اللون ككتلة ويجعل المشاهد أكثر حيوية وأبرز في أذهاننا. تعكس هذه اللوحة المتفائلة والبهجة البركات العديدة للعيش على هذه الأرض الخالدة، وخاصة مجتمعاتها الريفية النائية.
يكمن جمال لوحات عبد الظاهر في تقاربه الواضح مع الموضوعات التي يصورها وطريقة حياتها، فهي الشخصيات النموذجية التي حددت مصر منذ فجر الزمن، ومن خلال فنه يؤكد أنها سيكون لها دائما دور لا غنى عنه في مجتمعنا وتراثنا وهويتنا الجماعية. وإجمالا، فإن فن عبد الظاهر هو مزيج فريد من الطقوس الشعبية، مع بعض البهجة والبراءة المحببة التي هي مصرية في جوهرها، ونأمل أن يستمتع عشاق الفن بهذا المعرض ويدعموا مواهب مصر الصاعدة في هذه العملية.