أحمد فريد
"مفترق الطرق"
يعد المعرض الخامس للموهبة العالمية المعاصرة الشهيرة أحمد فريد مع سفرخان استكشافًا فنيًا وتأملًا تجريديًا حول الفكرة الرنانة لمفترق الطرق. يشير مفهوم التقاطعية إلى أن عالمنا أصبح في الآونة الأخيرة محاطًا بنوع من الركود الذي أدى إلى حد كبير إلى تعليق الكثير من المعايير التي تريحنا، مما أدى إلى مفترق طرق من الناحية النفسية والجسدية والأجتماعية. كانت فكرة الدمج بين "مفترق الطرق" العقلية والجسدية هي الحافز وراء أحدث مجموعة فريدة من نوعها، والتي ابتكرها الفنان بشق الأنفس في وسط الجائحة.
بالنسبة لفريد، لم تكن هذه الحالات الفردية والجماعية مجرد شيء يصارع معه أو يقاومه. بل كان احتضانه لبعض جوانبه هو الذي يحرك الآن أسلوب ابتكاره في التصوير المتفائل المعتاد الذي ارتقى إلى الصدارة. وبالتحديد، فقد تشكلت من فهم أعمق للعالم من حولنا، ومسؤوليتنا الجماعية تجاه بعضنا البعض وتجاه كوكبنا. ومن ناحية أخرى إنه تفكير فيه تبني لحياة أكثر مدروسة وغير متسرعة في شؤوننا اليومية، ودمجنا في حالات من الوجود أكثر دراسة وتماسكًا. في نهاية المطاف، يثمر فريد الوضوح الهادف والقوة الإبداعية التي تأتي من العزلة والوحدة والتي بالتالى قادته إلى أفاق جديدة شيقة.
يشير مصطلح "مفترق الطرق" إلى المسار الشخصي للفنان، ومفترق الطرق النهائي الذي سيستمر في رحلته الفنية. مفترق طرق يرمز إلى أهمية ومصير الاختيار قبل كل شيء، وتوقنا للاختيار، والتعلم اللاحق الذي يأتي مع الخيارات التي نتخذها في الحياة. لذلك فإن اتساع لوحات فريد في هذه المجموعة يمثل التوازن الدقيق الذي نجتازه كنوع بين العالمين الزمني والغير ملموس. هذا هو المجال الميتافيزيقي لذاتنا الروحية، حيث تسود قوى الحدس وقوة اللاوعي. إنه المكان الذي نجد فيه مصدر إلهام فريد، فالفنان ليس فقط على مفترق طرق في إطار قدراته الشخصية والمهنية، ولكن رغبته في التعبير عن مفترق طرق جماعي نواجهه وسنستمر بالتأكيد في مواجهته ككائنات واعية في حياتنا الشخصية والجماعية.